مداخلة الأستاذ الحسن لحويدك في حفل تقديم الأجزاء الأربعة لكتابه ذاكرة هوية ووطن..”مذكرات من الداخلة ” ؛ في قراءة للأستاذ أحمد العهدي؛ في الدورة 14 للمعرض الجهوي للكتاب والنشر بالداخلة
الداخلة مباشر
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
السيد المدير الجهوي للثقافة بجهة الداخلة وادي الذهب.
السيد مدير الأكاديمية للتربية والتكوين بجهة الداخلة وادي الذهب
أخواتي إخواني الفعاليات الثقافية والجمعوية والإعلامية كل واحد باسمه وصفته.
أيها الحضورالكريم:
يشرفني بداية ان أتقدم بعظيم الشكر والامتنان للسيدين المديرين الجهويين لقطاع الثقافة و اكاديمية التربية والتكوين بجهة الداخلة وادي الذهب ، على تفضلهما بإتاحتي الفرصة لتقديم الأجزاء الأربعة لسلسلة كتبي الموسومة بعنوان :” ذاكرة هوية و وطن.. مذكرات من الداخلة ” ، في هذه التظاهرة الثقافية الهامة ، تخليدا للذكرى التاسعة و الأربعين لانطلاق حدث المسيرة الخضراء المظفرة الخالدة ، والذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد .
أيها الحضور الكريم ، لا يخفى على كريم علمكم الموقر أن هذا العمل المتواضع للكتاب الذي تم في إطار مقاربة تشاركية مع مجموعة من الباحثين الأكاديميين و الفعاليات في كافة المجالات ، على الصعيدين الوطني و المحلي ، يتصدرهم زميلي و صديقي العزيز الأستاذ الفاضل أحمد العهدي ، الذي واكب معي مشكورا كل اطوار و محاور مضامين الأجزاء الأربعة لسلسلة الكتاب من خلال التوجيه و التأطير و التدقيق اللغوي ، عمل اردناه سويا قيمة نوعية مضافة لكل المجهودات المبذولة للتاريخ المحلي لجهة الداخلة – وادي الذهب ، باعتباره جزءا و مكونا من مكونات الذاكرة التاريخية الوطنية .
وفي هذا السياق ، تتطرق سلسلة الكتاب إلى عدد من الأحداث والمحطات التي طبعت مساري الشخصي بجهة الداخلة وادي الذهب في تسلسلها الزمني بشكل متناسق من حيث معايشة تجربتها وتطوراتها و مكتسباتها التنموية والثقافية و السياسية ، و عبرها ، و الأبعاد والرسائل التي اتوخى إيصالها لكل مهتم ومتتبع للنزاع الإقليمي المفتعل حول مغربية الصحراء الذي عمر طويلا .
إن سرد هذه التجربة المعيشة التي أردتها أن تبقى توثيقا شاهدا على هذه المرحلة ، يتواصل من خلال التعريف بقضية الصحراء المغربية العادلة ، و تطوراتها المتلاحقة التي تتطلب المزيد من التعبئة و الترافع عن الوحدة الترابية والوطنية، واستثمار مختلف وسائل الدبلوماسية الرسمية و الموازية و الجمعوية المواكبة لها من أجل تحصينها ، و مسايرة تطوراتها و مستجداتها و التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وقد ارتأيت بهذه المنهجية ، تدوين ما عايشت و واكبت عن قرب أو عبر مخزون ذاكرتي ، في ما وثقت ، بالكلمة و الصور ، منذ حلولي بوادي الذهب سنة 1991، تاريخ التحاقي بمدينة الداخلة العزيرة ، لصلة الرحم و مؤازرة إخوتنا وابناء عمومتنا في هذه الأرض الطيبة، من اجل المشاركة في ما كان يعرف ، آنذاك ، بالاستفتاء التأكيدي لمغربية الصحراء ، اعتبارا لانتمائي المغربي الصحراوي ، علما ان طرح موضوع الاستفتاء أنسف واصبح متجاوزا جراء عرقلته من طرف خصوم الوحدة الترابية ، وفي مقدمتهم النظام الجزائري . أما المقترح الجاد للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي تقدم به المغرب للتسوية النهائية للخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية ، يبقى و سيبقى هو السبيل الوحيد و الأوحد لهذا النزاع المصطنع ، و هو ما تمت تزكيته لواقعيته و جدوائيته و مصداقيته من طرف المنتظم الدولي ، بما في ذلك كل قرارات مجلس الأمن الدولي .
معشر الحضور الكريم :
لقد اعتمدت ربط سياق هذه الذاكرة و امتداداتها وأبعادها ، بمنهجية التسلسل الكرونولوجي ، طالقا العنان للذاكرة تمارس حضور سلطتها الرمزية وهي تولي الحاضر عناية خاصة ، دون أن تتوارى عن أنظار استشراف المستقبل الواعد ،
من خلال مستجدات السياقات الوطنية والإقليمية والدولية الراهنة، وما تحمله من تحديات ورهانات على جميع الأصعدة .
وعموما ، ارتأيت ان ترتكز محاور تصميم سلسلة
الكتاب في كل أجزائه على سياق سرد تجربة ذاتية ، تتطرق لهذه الفترة بأحداثها البارزة من خلال معايشتي لها و للأنشطة الجمعوية والثقافية والأكاديمية المتعددة التي ساهمت في فعالياتها ، وشهادات و انطباعات لمجموعة من الفعاليات المتنوعة، علاوة على مداخلات ومقالات و تصاريح و استضافات إعلامية ، و مشاركات في ملتقيات محلية و وطنية و دولية.
سيداتي سادتي:
اكيد ان هذه اللحظة التاريخية في هذا العرس الثقافي البهيج لفعاليات المعرض الجهوي للكتاب والنشر المنعقد بالداخلة للنسخة الرابعة عشر على التوالي ، و المتزامن مع احتفالات الشعب المغربي قاطبة بعيد الاستقلال المجيد ، لهي فرصة ثمينة بالنسبة لي ، مشيدا بالمشاركة الوازنة و الحضور النوعي لهذه الفعاليات الهامة التي شرفتني بتلبية دعوة الحضور ، والتي اكيد انها ستعبر عن انطباعتها و ارتسماتها في هذا اللقاء المبارك حول سياق النسخ الأربعة لكتبي ، والتي تصب اساسا في خدمة قضيتنا الوطنية الأولى بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، والتحديات والرهانات المتطلبة من اجل كسبها و تحصينها في إطار من التعبئة الجماعية الشاملة و اليقظة و الاستباقية ، لأننا ٱنتقلنا ، كما قال جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي أمام البرلمان ، ٱنتقلنا من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير ، و من رد الفعل إلى أخذ المبادرة .
والجدير ذكره في هذا السياق أن كل مداخلات الحضور الفاضل ، تقديرا و تثمينا لها ، ستخضع لعملية التفريغ لتدوينها في النسخة الخامسة للكتاب القادم الذي سيصدر قريبا ، إن شاء الله.
شكرا على حسن الإصغاء والتتبع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.