كلمة “الخطاط ينجا” رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب بمناسبة المنتدى المغربي الإسباني الثالث
الداخلة مباشر
يشرفني أن أتناول الكلمة أمامكم اليوم ويسعدني في بداية هذه المداخلة أن أتقدم إليكم بالتحية والتقدير وأن أرحب بالسيد رئيس جامعة عبد المالك السعدي والسيد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة والسيد رئيس مركز الدراسات الاجتماعية والقانونية لجنوب أوروباوالوفد المرافق لهم وكافة الحاضرين والمشاركين في هذه النسخة الثالثة من المنتدى المغربي المغربي-الإسباني حول الأدوار التنموية للجهات، شاكرا لهم حسن اختيار موضوعاللقاء: “الجهوية – الفرص الممكنة لتنمية الجهة – تسهيل ولوج دول الساحل للواجهة الأطلسية وأثرها على تنمية الجهة والانفتاح الإفريقي”. هذا اللقاء العلمي الهام الذي تنظمه كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتعاون مع مجلس جهة الداخلة وادي الذهب ومركز الدراسات الاجتماعية والقانونية لجنوب أوروبا.
كما أن هذا المؤتمر يعتبر فرصة سانحة لفتح نقاشهادف ومسؤول من أجل الوقوف على أهم الأدوار التنموية للجهات والإمكانيات المتاحة لتنميتها، وسنتطرق من خلاله إلى نموذج جهة الداخلة وادي الذهب باعتبارها جهة عرفت وتعرف نهضة تنموية مهمة منذ استرجاعها إلى حظيرة الوطن الأم وخاصة بعد تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
حضرات السيدات والسادة،
إنه غير خاف عليكم أن تنظيم هذا المنتدى يعتبر حدثا مهما لكونه يأتي في سياق خاص يتميز بصيرورة إيجابية انخرطت فيها بلادنا بالأقاليم الجنوبية للمملكة في المجال التنموي وخاصة منذ إطلاق النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرهالله وأيده بمناسبة الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء المظفرة.
هذا النموذج الطموح والورش التنموي الكبير الذيشكل آلية مثلى لتسريع تنزيل الجهوية المتقدمة بجهات الصحراء، كما مكن تفعيل هذا النموذج من فتح آفاقتنموية واعدة لما يتضمنه من رؤية استراتيجية ومشاريع هيكلية وتصورات كفيلة بإحداث تحولات مجتمعية عميقة تتجاوز التأثير الاقتصادي المحض.
ولا بد من التذكير هنا أن حجم الاستثمارات التي خصصت لتمويل المشاريع المتضمنة في النموذج التنموي الخاص بجهة الداخلة وادي الذهب تجاوزت 17,75 ملياردرهم.
حضرات السيدات والسادة،
بالنظر إلى الحصيلة التي تم تحقيقها في سبيل تعزيز التنمية البشرية في المغرب، وتحقيق التنمية المستدامة، فإننانرى أن المغرب قد حقق تقدمًا كبيرًا وقطع أشواطا مهمة خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل هذا النموذج التنموي الجديد الذي يركز بشكل أساسي على تحسين جودة التعليم وتطوير مهارات العاملين، وتعزيز فرص العمل في العديد من القطاعات الحيوية.
ومع ذلك، فإن هناك الكثير من الرهانات التي يجب التغلب عليها، وذلك بتعزيز التعليم والتدريب المهني وتطوير القدرات الإدارية والتنظيمية، وتعزيز البحث العلمي والابتكار في العديد من المجالات الحيوية، وتحسين بيئة العمل والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ومن هذا المنطلق، فإننا نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وثقة، حيث أن المغرب يمتلك الكثير من الإمكانيات والموارد البشرية الهائلة التي يمكن الاستفادة منها في مجال تثمين الرأسمال البشري. ومن هنا، فإننا نحث جميع الجهات والشركاء الاجتماعيين على بذل المزيد من الجهود من أجل تثمين أمثل للرأسمال البشري وجعله ضمن أولوية الأوليات في بلورة وتنفيذ السياسات العمومية لبلادنا.
حضرات السيدات والسادة،
إن تنزيل المشاريع المبرمجة في برنامج التنمية المندمجالخاص بجهة الداخلة وادي الذهب وبرنامج التنمية الجهويللجهة، قد ساهما بلا شك في إطلاق دينامية تنموية كبيرة جعلت من هذه المنطقة قطبا اقتصاديا وطنيا متميزا وكرستها كقاعدة أساسية ومنصة مهمة للعلاقات التجارية والاجتماعية للمملكة مع عمقها الإفريقي وكحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء مما ساهم في تحقيق التعاون جنوب-جنوب الذي تهدف له بلادنا.
وعلاوة على المشاريع المهيكلة الكبرى المتمثلة في الميناء الأطلسي الجديد الذي سيساهم بلا شك في تسهيل ولوج دول الساحل إلى الواجهة الأطلسية للمملكة، وكذا تعزيز الربط الطرقي عن طريق ازدواجية وتوسيع الطريق الوطنية رقم 1 وربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء، شرع في إنجاز العديد من مشاريع تهم النهوض بباقي القطاعات الحيوية بالجهة وخاصة تلك المتعلقة بالفلاحة والصيد البحريوالسياحة وتأهيل العنصر البشري والتكوين والثقافة ودعم التشغيل الذاتي، مما سيساهم في تحقيق تنمية المنطقة والانفتاح الإفريقي من أجل إفريقيا مزدهرة.
إن تجسيد كل هذه البرامج والمخططات قد أفضى إلى تحقيق نتائج مرضية وساهم بقسط وفير في تقوية مكانة الجهة وتحسين تنافسيتها وتهييئها لتوفير الكثير من الفرص القادرة على استقطاب وجلب العديد من الاستثمارات الوطنية والدولية. ولا شك أن الآفاق الواعدة للجهة ستعمل على تعزيز هذه الدينامية.
وفي الختام، يسعدني أن أجدد الترحاب بجميع الحاضرين في هذا اللقاء، وشاكرا ضيوفنا الكرام على سعة صدرهم ومتمنيا لهم مقاما طيبا بين ظهرانينا وراجيا أن يكونوا قد أحاطوا بما تعرفه هذه الجهة من نمو وتطور وأمن وأمان في ظل القيادة الرشيدة لملكنا الهمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفقنا الله وإياكم لخدمة الصالح العام
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته