الجزائر وصناعة الأعداء
الداخلة مباشر-مراسلة
قد ارتفع إنتاج صناعة الأعداء في الجزائر، وتطور بإستفادته من التطور التكنولوجي الإعلامي، هذه الصناعة توجه منتجاتها اساسا للإستهلاك المحلي والداخلي، وأمام الطلب المتزايد بحدة على بناء ديمقراطية حقيقية في الجزائر يتم تسريع وتيرة إنتاج صناعة الأعداء، وقد قام الجيش الجزائري بتسجسل اختراعها، فهو الصانع والمسؤول على الإنتاج والتسويق والتوزيع، الحد الذي اصبحت فيه هذه الصناعة اقرب الى لعبة الكترونية على شاشة حسوب جنرالات الجيش والتي لا تليق بالشعب الجزائري ولا تخدم مصالحه، فاللعبة الإلكترونية لا تقوم إلا على تطويق الحراك وتخويفه بعدو خارجي. مثل ما افتعلوا مع “الفيس”،زمن العشرينية السوداء، الذي فبركوا لها مسرحية “البعبع السوري. ليرتفع منسوب صناعة الأعداء في الجزائر، وتطور بإستغلاله للذكاء الإلكتروني المنتشر، هذه الصناعة التي توجه منتجاتها اساسا للإستهلاك الداخلي، كعرض فائض الإنتاج امام الطلب المتزايد والمترفع على بناء الديمقراطية في الجزائر، وهي صناعة سجلت براعة اختراعها بأسم جنرالات الجيش، مع العلم أن هذه الشريكة العسكرية تنامت اصوات مناهضيها في الحراك الشعبي الجزائري وطالب برحيلها وعدم تسويق منتجاتها في الساحة السياسية الجزائرية، التي يريد الشعب الجزائري أن تبنى على مؤسسات دستورية مدنية تقوي الديمقراطية وتحمي الحرية وتمتثل لمطالب الشعب الجزائري، وتشمل عدالتها جميع الجزائرين، غير أن هذه الشريكة العسكرية المحتكرة للساحة السياسية، تنزل بثقل على الشارع الرافض لإحتكارها للثروة والأرباح والسلطة، وتوجيه الرأي العام بالقهر والقوة، وبلغرة المجتمع بالنهب وتنصيب نفسها فوق الشعب وفوق القوانين، فلكل مرحلة تسويقية في هذه الشريكة العسكرية، تبدع سناريو وإخراج جديد كآلية إشهارية لتسويق منتجاتها منذ انقلاب دبابة هواري بومدين إلى اليوم، ظنا من الجنيرالات انه يكفي صناعة عدو وإبداع تقنيات خطابية بعيدة عن الواقع في وجه مواجهتها، قصد توسيع هامش إلهاء الشعب الجزائري عن مطالب حراكه الشعبي من اجل حقوقه الأساسية في مؤسسات مدنية ودستورية، إن هذه الشريكة العسكرية للجنرالات ضيعت فرصا تاريخية على الشعب الجزائري لتحقيق رفاهية ونماء الجزائرين في صناعة التسلح وهي تجنح الآن إلى الفرص الضائعة في السلم والسلام والتنمية وتعاكس شعارات الحراك الشعبي والعالمي، من خلال أسلوب إخراجها الإقليمي والجهوي والقارئ، الحد الذي تحولت فيه هذه الشريكة العسكرية إلى عراب لبيع الأسلحة للملشيات وتمويل العصابات واحتضانها الذي يشكل كارثة على المنطقة جهويا وإقليميا وقاريا، وجعلها مسرح للإرهاب والتطرف والتهريب وتصدير العنف والإشتباكات المسلحة، وما كان لهذه الأسلوب سوى عرض فيلم للرعب يقوض مستقبل الشعوب المغاربية والإفريقية ويحاصر الحراك الشعبي، بسبب حلم غير واقعي وغير قابل للتحقيق، وهو صناعة نزاع الصحراء المفتعل بالشعار المحمول باسم حركة “تحرير” زائفة وأسطورة “جمهورية” وهمية بحثا عن القضاء على صمام أمان التطور والنمو والاستقرار والسلم الذي ينعم بيه المغرب، واستهداف نجاحه في التطور والنمو، ونحن ندرك تمام بأن التهجمات التي لا تتوقف، والتي لاتستند إلى أي أساس لا تغدو أن تكون سوى ممارسات سياسوية ضيقة، ومع ذلك لا شيئ تحقق على الرغم من أموال البترول والغاز الذي يدفع الشعب الجزائري ثمنها باهضا، ولم تولد لدى الشعب الجزائري سوي الإحباط والتوتر، وتحالف العسكر الإشتراكي وإسراف الإتحاد السوفيتي، ومدرسة العالم الثالث التي واجهة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومع ذلك مايزالون نظير جمودهم وقصورهم الذاتي، مع ان العدو الأول للفكر “المركسي” الذي هو أسس نظام الجنرالات هو التجريد الميتافيزيقي، وهم يغرقون الجزائرين المهوسين في حالة الإكتئاب والفقر وعدم اليقين، لقد انهار المعسكر الإشتراكي امام عناد الواقع، وجرفت رياح التغير الأنظمة العسكرية وازاحها، والجزائر مازالت كما هي، كبرانات يبذرون أموال البترول والغاز، وشعب تحت الحذاء العسكري، ومجتمع مدني مضطهد، وطبقة سياسية تحت الحصار. وهذا ما يفسر احتكار شريكة الجنرالات للمشهد السياسي في قلعة ذات حصون يرعاها حراس بالكلاشنكوف وما العشرينية السوداء إلا درسا شاهد على المسرحيات الرديئة الإخراج والهزيلة المضمون، لأن الديمقراطية ببساطة التي يطالب بها الشعب الجزائري هي تكسير حصن انقلاب الجنرالات المتستر على فضائحه المكشوفة والخطيرة جدا،. وهذا مايفسر تضخم خطاب الأمن القومي كستار لحجب تضخم الفضائح والأموال المائعة والجرائم السرية للحكم الإشتراكي العسكري بالجزائر، وإصرار الجنرالات على توسيع شريكتهم الإحتكارية دعائيا وتسويقها ماهية إلا عبث ديماغوجي مغري، يضيع فيه على الشعب الجزائري فرص البناء المؤسساتي والنمو الاقتصادي. وما الحرب التي تسوق له شريكة اعلام الجنيرالات مجرد فزاعة في حقل الملغومف
فآنللسداد أن يحكم التخطيط الإستراتجي للجنيرالات الجزائرية، والإمتثال لمطالب الشعب الجزائري والشعوب المغاربية والإفريقية برمتها في السلم والسلام والتنمية بدلا من إهدى لهم الاورد المسمم بتشجيع العنف بالإنقلابات العسكرية في اوطانهم، إن الفضاء المغاربي اضحى ينعم بمقومات وجود وحدوي صقلها اليام التاريخ ومراحله الأخيرة، وكل كيان عضوء في هذا الإتحاد المغاربي خضع لمتغيرات عميقة، ساهمت في توجهات جديدة في الاقتصاد والفكر والسياسة، ويمكن للجنيرالات الجزائرية أن تستفيد منه، وان تتصور نتائج الحرب على الواقع فجميع الحقوق تضيع وتصبح في مهب الريح، فيجب حقوقيا أن نستبعد خيار يقود للحرب لخيارات أخرى، تضمن التوافق والتعايش السلمي بين الشعوب، وهذي هي إستراتجية ومرجعية المملكة المغربية لتشكيل مستقبل الإتحاد المغاربي والإفريقي. وهذا يأكد أن ما تبذله المملكة المغربية من مجهود للسلم والسلام هي شهود لها مصداقية على مانساه جيرانها الأشقاء من سبل الصلح والتصالح والسلم.
“كم يكفي الجزائر من 60 مليار دولار لفك عزلتها السياسية وازمتها الأقتصادية، لكي تواكب مسيرة الأشقاء”
الكاتب، ابراهيم اعمار