بقلم “هشام ناصري” : قسم مستعجلات الحسن الثاني بالداخلة.. من الإستشفاء إلى شراء المعدات

0

الداخلة مباشر-مراسلة

ليلة أمس الجمعة 27 يناير 2022 على الساعة الحادية عشر و النصف ، نقلت طفلة بعمر سنة في حالة خطيرة “ارتفاع درجة حرارة الجسم وصراخ متواصل” إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني، دخلت على الطبيب فحصها وطلب منا نقلها إلى مركز العلاج لقياس درجة الجرارة الجسم ، دخلنا على الممرضات بمركز العلاج من أجل قياس الحرارة، لتجيبنا ممرضة بدم بارد برودة شهر كانون الثاني : ليس لدينا جهاز مقياس درجة الحرارة، فكيف يعقل أنه بمستشفى يستقبل عدد كبير من المرضى لا يوجد به أدنى الأجهزة الطبية – مقياس درجة الحرارة – و كيف يتم تشخيص الحالات الصحية ؟ بعد هذه الأسئلة المخزية طلب منا شراء جهاز قياس الحرارة.

و مع الوضع الصحي للطفلة ومن باب الخوف على حياتها ما عليك إلا الإسراع في البحث عن صيدليات الحراسة لشراء ذلك الجهاز الصغير الغير المتوفر في المستشفى الكبير و المتوفر لدينا بالمنزل.

وبعد أكثر من نصف ساعة أحضرنا الجهاز للمستشفى تم قياس درجة الحرارة للطفلة (درجة حرارة فوق الطبيعي) بالعودة إلى الطبيب قال أنه علينا حقنها بدواء “أبوتيل ماكس” وهو علاج للحمى و أعراض الألام المتوسطة، لكن الطامة الكبرى والكارثة بكل المقاييس أنه مرة أخرى وبشكل ساخر لا توجد لدى السيدات الممرضات تلك الإبرة الصغيرة الزرقاء أو الصفراء التي تستخدم في إعطاء الدواء و المحاليل عبر الوريد أو سحب الدم، نعم لا توجد لديهم إبرة لنقل الدواء لجسم الطفلة، هنا تظهر حقيقة الحماية الاجتماعية بالمغرب وهنا ترى بأم عنيك تلك الشعارات الزائفة حول المخطط الوطني للصحة 2025، قل ماشئت عن تحسن المؤشرات الصحية ببلدنا كل ذلك تختصره إبرة صغيرة غير متوفرة بمركز إستشفائي.

وبهذا تحولت رحلتي كمرافق من الإستشفاء إلى البحث عن المعدات، ذهبت إلى الصيدلة لشراء الإبرة الصغيرة، لم أجدها هذه المرة،قال لي الصيدلي : يوجد فقط دواء “ابوتيل ماكس”،
قلت له أعطيني إياه قد لايوجد لديهم هو الأخر و عدت وأنا أستشيط غضبا :وقد نسيت أمر مقياس الحرارة وقلبي تعصره الأسئلة: كيف لا توجد لديهم إبرة صغيرة؟ ماذا لو كانت الطفلة على حافة الموت وتحتاج ذلك الدواء بشكل مستعجل؟ ماذا لو أن حياتها معلقة بإبرة؟ وأنا أسأل الممرضات عن غياب أبسط شروط الإستشفاء لديهم؟
تجيبني واحدة منهن وهي تقف على أطراف أصابع رجلبيها كأنها ثثقل كاهل الأرض بوقفتها:
أنا أشتغل بما يتوفر لدي من معدات عليك بالإدارة؟
أجبتها : جوابك يتنافى مع آداب و أخلاق التمريض،عليك أنت أولا أن تتطلبي من إدارتك توفير ما يلزم في عملية الاستشفاء،غادرت المستشفى بعد أن توفر علاج للطفلة وقد ترتكت لهم إبرة إضافية و مقياس الحرارة ولأني لن ولم أجد المسؤولين عن المستشفى في ذلك الوقت أكتب إليهم هذا.

بقلم : هشام ناصري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.